الخميس، 10 أغسطس 2017

مقاله كاتب معاتب

هل تدرون من نحن ...

نحن جيل كان من سبقونا يرتدون  البنطلون أعلى السرة
     و من بعدنا جاء جيل أسقطوا البنطلون تحت السرة..
    فنحن من أستطعنا إرتداء البنطلون بالشكل الصحيح...

نحن جيل نشأنا و تربينا على ان هناك ساعه قيلوله للاب بعد الغداء...  فلا يجرؤ أحد منا على الكلام بصوت عال بالبيت ..
   وكان موعد التلفاز  السابعه مساء فقط على المسلسل و الاخبار ...
                                                                                       
نحن جيل لم ينهار نفسيا من عصا المعلم ...
     و لم يتأزم عاطفيا من ظروفه العائلية ...
     و لم يبك خلف المربيات عند السفر ...
     و لم تتعلق قلوبنا بغير أمهاتنا ...

نحن جيل لم ندخل مدارسنا بهواتفنا النقالة ...
    و لم نشكو من كثافة المناهج الدراسية ...
    و لا من حجم الحقائب المدرسية ...
    و لا من كثرة الواجبات المنزلية ...

نحن جيل لم يذاكر لنا والدينا دروسنا
    و لم يكتبوا لنا واجباتنا المدرسية
    و كنا ننجح بلا دروس خاصة أو دورات التقوية
    و بلا وعود وحوافز من الأهل  للتفوق و النجاح

نحن جيل لم نرقص على الأغاني السخيفة  ...
   و كنا نٌقبل المصحف عند فتحه و عند غلقة ...

نحن جيل الذين اجتهدنا في حل الكلمات المتقاطعة و في معرفة صاحب الصورة .. و في الخروج من طريق المتاهة الصحيح ..
نحن جيل  كنا نحرك كفوفنا للطائرة بفرح ... و نٌحيي الشرطي بهيبة …

نحن جيل كنا نلاحق بعضنا في  الطرقات القديمة بأمـان
   و لم نخشى مفاجآت الطريق...
   و لم يعترض طريقنا لص و لامجرم و لاخائن وطن ...
نحن جيل لم نتحرش بأنثى و لم نعرف كلمة تحرش ، مع ان بنات جيلنا كانوا يصنعون أحمر شفاههم بأكل مثلجات التوت و الفريز .
             

نحن جيل كانت تفاصيل يومهم عفوية جدا
نحن جيل وقفنا في طابور الصباح بنظام ..
      و أنشدنا السلام الوطني بحماس

نحن جيل كنا ننام عند انطفاء الكهرباء في فناء المنازل...
   و نتحدث كثيرا ...
     و نتسامر كثيرا ...
       و نضحك كثيرا...
      و ننظر إلى السماء بفرح ...
        نتحدث" مع" بعض..ولا نتحدث "عن"بعض


نحن جيل الذين كان للوالدين في داخلنا هيبة .. و للمعلم هيبة .. و للعشرة هيبة .. و كنا نحترم سابع جار .. و نتقاسم مع الصديق المصروف و الأسرار و اللقمة .

أهداء لمن عاش تلك اللحظات الجميلة

        والرحمة والمغفرة للجيل الذي ربانا ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق